اسرائيل تدخل دوامة امنية طاحنة بعد اختطاف واختفاء 3 مستوطنين

أكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بان المستوطنين الثلاثة الذين اختفت آثارهم قرب الخليل منذ يوم الجمعة الماضي قد تعرضوا للاختطاف من قبل مجموعة معادية وان عملية كبيرة ستجري لإرجاعهم لعائلاتهم.
وأوضح نتنياهو خلال مؤتمر صحفي عقده مساء امس الاول، مع وزير الدفاع ورئيس الاركان، أن الجيش الاسرائيلي وجهاز ”شاباك” وكل اجهزة الامن منهمكة في عملية البحث وصدرت الاوامر باستخدام كل الامكانيات في البحث عنهم ومنع اية امكانية لنقلهم الى غزة او اي مكان اخر، والطلب من السلطة الفلسطينية التي خرج من مناطقها المختطفون ان تفعل كل ما يمكنها لضمان عودتهم.
وقد وجّه نتنياهو، اتهاما مباشراً لحركة حماس بوقوفها وراء عملية الاختطاف، وقال في تصريحات نقلتها صحيفة هآرتس امس، ”إن حماس هي من تقف وراء عملية الاختطاف، وهو ما سيكون له عواقب وخيمة”.. محملاً السلطة الفلسطينية المسؤولية عن عملية الاختطاف، وطالباً منها أن تعمل كل ما بوسعها لإعادتهم.
وعلى الفور شنت القوات الإسرائيلية، حملة اعتقالات واسعة طالت نحو 08 شخصاً من قيادات وعناصر حركة حماس في الضفة الغربية المحتلة.
وقالت مصادر فلسطينية امس، إن حملة الاعتقالات شملت أغلب مدن الضفة الغربية المحتلة، حيث استهدفت قيادات وازنة في حركة ”حماس” بينها خمسة من نواب المجلس التشريعي الفلسطيني وأسرى محرّرون ونشطاء، مشيرةً إلى أن قوات الاحتلال شرعت باقتحام منازلهم واعتقالهم بعد ساعات من اختطاف المستوطنين الثلاثة.
وأوضحت المصادر، أن النواب المعتقلين هم حسن يوسف، وعبد الرحمن زيدان، وأحمد طوطح، وإبراهيم أبو سالم، وحسني البوريني، إضافة إلى وزراء سابقين وأسرى محرّرين من سجون الاحتلال الإسرائيلي، بينهم من خاضوا إضرابات عن الطعام، أمثال الأسرى جعفر عز الدين، وطارق قعدان، وحسن الصفدي.
وكانت الرقابة الإسرائيلية قد سمحت امس الاول بنشر أسماء المستوطنين الثلاثة الذين اختفت آثارهم بالقرب من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة.
وقالت القناة العبرية الثانية: إن المفقودين هم: نفتالي فرنكو (16 عامًا) من مستوطنة نوف أيلون وسط فلسطين المحتلة عام 1948، وجيل-عاد شاعر (16 عامًا) من مستوطنة تلمون قرب رام الله، وأيال يفراح (19 عامًا) من مستوطنة العاد وسط الدولة العبرية.
وأوضحت القناة، أن جيل-عاد ونفتالي يدرسان معًا في المدرسة الدينية ”مكور حاييم” في تجمع مستوطنات ”غوش عتصيون”، بينما يدرس أيال في المدرسة الدينية المعروفة باسم ”شافي حبرون” في الخليل.
ومن جانبه صرّح وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعالون، بأن الأجهزة الأمنية التابعة لوزارته تواصل عمليات البحث عن المختطفين الثلاثة، وقال يعالون في تصريحات اذاعية امس الاول، ”إن إسرائيل لن يهدأ لها بال إلى أن تتمكن من تحرير الشبان الثلاثة المختطفين ومن إلقاء القبض على المخربين الضالعين في عملية الاختطاف”.
وأكد يعالون أن فرضية العمل الأساسية ما زالت تقضي ببقاء الشبان المخطوفين على قيد الحياة، مشيراً إلى أن محاولات الاختطاف ليست جديدة، معيداً إلى الأذهان إحباط أكثر من ثلاثين محاولة كهذه العام المنصرم وأربع عشرة محاولة أخرى منذ مطلع العام الجاري.
كما كشفت مصادر إعلامية اسرائيلية، أن الجيش الاسرائيلي قد ارسل 2000 جندي إلى مدينة الخليل، بهدف توسيع العملية العسكرية في مختلف أنحاء المدينة التي ربما يلجأ الجيش لإغلاقها بشكل كامل.
ومن اجل الحيلولة دون نقل المختطفين الثلاثة من الضفة الى قطاع غزة، كثفت القوات الإسرائيلية من تواجدها في مواقع عسكرية محاذية للقطاع، حيث قالت مصادر أمنية فلسطينية :” إن قوات الاحتلال حشدت المزيد من قواتها في الموقع العسكري بالقرب من معبر بيت حانون ”ايرز”، وكذلك الموقع العسكري قرب مستوطنة ”دوجيت” سابقا شمال بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، وموقع الكاميرا العسكري إلى الشرق من بلدة ”جحر الديك” وسط القطاع، بالتزامن مع تحليق مكثف لطائرات الاحتلال.
وأوضحت ان قوات الاحتلال وعلى طول الشريط الحدودي تطلق النار بكثافة على كل شيء يتحرك في المكان.
وقالت هذه المصادر ان الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تعيش هذا الاوان حالة من التخبط، جراء افتقارها لأي معلومات تدلل على مكان وجود المستوطنين الثلاثة، مشيرة الى ان الجيش الإسرائيلي يستخدم كافة الوسائل العسكرية والاستخباراتية من أجل الوصول لأي معلومة تفيد بشأن مصير هؤلاء المستوطنين.
وبحسب الموقع الالكتروني لصحيفة ”يديعوت أحرونوت”، فإن طائرات استطلاع بدأت منذ مساء الجمعة، بالمشاركة في عملية البحث بالتحليق فوق عدة مناطق في الخليل والنقب، كما أُطلقت العديد من المناطيد لرصد أي تحركات مشبوهة أو للاستدلال منها على أي معلومة قد توصل أجهزة الاستخبارات لأي معلومة مهما كانت.
وتشير آخر المعلومات ، وفقا لصحيفة ”يديعوت” الى أن جهاز الشاباك يعتقد أن المنفذين ربما استخدموا نفقا أرضيا لإخفائهم أو نقلهم من مكان إلى مكان، موضحا (الموقع) أن الشاباك يدرس كل الاحتمالات الممكنة.
هذا وقد ذكرت صحيفة هآرتس، أن التقديرات السائدة لدى الجيش الإسرائيلي باتت تشير إلى إمكانية محاولة الجهة الخاطفة للمستوطنين الثلاثة بنقلهم إلى الأردن.
ونقل موقع الصحيفة، عن مصادر عسكرية قولها أن الجيش لا يستبعد أن يحاول الخاطفون نقل المستوطنين الثلاثة إلى حدود الأردن، تمهيدا لنقلهم إلى إحدى القرى القريبة من الحدود في الجانب الأردني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى